الجمعة، أغسطس 05، 2011

شخصية مبالغ فيها

انها ذلك النموذج الذى نراه فى كثير من الأحيان، يستفزنا كثيرا من داخلنا ونتمنى فى لحظات لو نصرخ فى وجهها ان تكف عن أفعالها تلك، انها تلك الشخصية المبالغ فيها، مبالغ فى رد فعلها ومبالغ فى تصرفاتها، مبالغ فى لبسها وكلامها حتى ضحكها وبكائها كله يحدث بمبالغه تفوق الحد.

فاذا ضحكت فانها حقا تضحك كنجمات السينيما بصوتها العالى وضحكتها الطويلة فتشعر بها ضحكة مسروقة لا تخصهاولا تنتمى لوجهها ، حتى اذا حزنت فانها تبالغ فى اظهار الحزن والاسى بارتدائها السواد الرهيب، بملاحقة كافة الذكريات المؤلمة والتجارب المريرة التى مرت بها فى حياتها لمساعدتها على البكاء والنحيب.. والعويل اذا لزم الأمر.

انها اذا أحبت شخصا بالغت فى تجاهل العالم، وكان العالم فجأة اصبح يتكون من شخصين فقط ، هو وهى .. وباقى البشر من حولها أشباح، فتبالغ فى كلام الحب، وفى التفكير فى الحبيب، ربما تنسي نفسها من اجله، تتجاهل حتى اهلها ونصائحهم من
اجله.

واذا كرهت شخص فانها تبالغ فى وصفه بابشع الصفات التى تجعل كل من يسمعها  يكرهه ايضا مثلها وربما اكثر

ان تلك الشخصية المبالغ فيها هى التى عندما كانت فى بدايات شبابها تعشق الأغانى والموسيقى وتبالغ فى عشقها لدرجة تحاول جاهده ان تحفظ كلمات كافة الأغانى لكل مطربيها المفضلين، وتتعقب الجديد بحماسة "مبالغ فيه". وتدعو الله ان يرحمهم اذا ماتوا وان تتحمل هى اوزارهم عن تلك الأغانى.

وهى نفس تلك الشخصية التى ما ان مرت بها قليل من السنوات حتى بالغت فى تدينها لدرجة انها ترفض القاء السلام حتى على اقرب مقربيها من ابناء عمومتها وخالتها، واتجهت الى ارتداء السواد الكامل من راسها الى اخمص قدميها .. واعتزلت الحياة فاصبحت دنيتها صغيرة ضيقة لا تحتوى الا على هؤلاء الشخصين فقط .. هى وهو

ان تلك النوعيه من الشخصيات غريبة ودخيله على حياتنا ولكنها موجودة ، اتعامل معها تماما  كما أتعامل مع طفل صغير، أعرف ان هذا الطفل له عقله الذى لن يرضى بغيره ويجب ان تعطيه الانطباع انك متفق معه وتفهمه، وانه انسان طبيعي وان مبالغته ما هى الا حق مشروع له .. ولكن ما اود حقا ان يتفهمه المبالغون ان تلك المبالغه حق مشروع لهم .. لكنه لهم وحدهم وليس من حقهم ان يفرضوا على الآخرين فكرا او رايا او مبالغه ..


ليست هناك تعليقات: