الخميس، نوفمبر 29، 2012

مش كلام فى السياسة

عمر ما كان ليا فى السياسة ولا كنت بتابع اى اخبار سياسية ولا بحبها أصلا .. وكمان ما بفهمش فيها .. وما حاولتش انى افهم فيها كمان .. ودايما بسيبها كده زى ما تيجي تيجى بقى.

يمكن زىّ زى كتير من المصريين ما بدأوش يتكلموا فى السياسة الا لما ثورة يناير قامت .. "ثورة" .. قد ايه الكلمة دى فى الايام الاول للاحداث كانت غريبة على ودانى .. وفضلت لمدة شهور كلمة غريبة على ودانى وبدأت استوعبها بس لما بقيت تتقال كتير فى كل مكان .. خلاص مادام انتم شايفين انها ثورة تبقى ثورة !!

عديت سنة ومن راها التانية .. وقربنا ندخل فى السنة التالتة كمان .. والكلام فى السياسة بقى كتير قوى، اللى فاهم بيتكلم واللى مش فاهم بيتكلم ويمكن اكتر كمان، اى حد عاوز يقول حاجة بيقولها، وبما ان وسائل التواصل بقيت اسهل واكبر فاى حاجه بيقلها اى حد بقت سهل جدا انها توصل لاى حد برضه، ووسائل جمع المعلومات والاراء بقت كتير وتلغبط .. وبالنسبة للبنى آدم العادى او الغلبان او الاهبل فى بعض الاحيان .. البنى آدم اللى عنده استعداد يصدق اى حاجة بيقراها على النت او يسمعها فى التلفزيون من غير ما يفكر فيها ويعقلها ويشوفها ممكن تحصل اصلا ولا لأ ... فالموضوع ده بقى متوافر قوووى والكلام ده ما فيش أكتر منه.

مش هسميها اشاعات لانها مش كده .. لان فيه بعضها ومش قليل منها بيستند الى حقائق، لكن ممكن اسميها فراغ، ناس فاضية ومش عارفه تضيع وقتها فى ايه، ولقت ان الموضه اليومين دول هو الكلام فى السياسة فبيتكلموا اى كلام وخلاص وبيخلطوا الأمور وبيزيفوا الحقايق وبيكبروا المواضيع ويهولوها وفيه اللى بيحول الموضوع ويطوعه لرغباته واهوائه ومصالحه الشخصية.

الحالة العامة عندى واعتقد عندك وعندها وعند ناس كتيره قوى .. بقت حالة من القرف والاستياء، انا شخصيا وصلت لمرحلة انى خلاص مش عايزة اسمع اى حد بيتكلم فى اى حاجه ليها علاقة من قريب او من بعيد باى حاجه بتحصل فى البلد، لانى شبعت كلام فى السنتين دول .. ولاننا مش بنعمل حاجه غير نتكلم نتكلم ونتناقش ونتخانق ونطلع من حوار ندخل فى حوارات .. 
 انا وصلت ان حتى النكت والهزار والألش فى السياسة ما بقتش مستحملاه وما بقاش يضحكنى زى زمان بل بالعكس ممكن يبكينى ويضايقنى أكتر ..

انا مش عارفه هى دى حالة حب للوطن كبيرة واتحولت لحالة حزن عليه .. ولا حالة الاستياء دى وصلت لاستياء من مصر كمان!!

انا حزينة على الناس اللى بتموت كل يوم، وماحدش عارفه هما بيموتوا ليه أصلا .. وماحدش عارف هما بيموتوا ازاى .. واظن ان ماحدش هيعرف، وحزينة اكتر على الناس اللى بتموت وهى بعيدة عن كل اللى بيحصل، لكن صابهم من الحب جانب .. زى أطفال منفلوط اللى مالهمش اى ذنب فى الدنيا الا انهم فى مصر .. ذنبهم فى الحياة انهم مصريين وانهم عاوزين يتعلموا .. ولاول مرة فى حياتى احس ان مصر ذنب .. لازم نستغفر منه كتير قوووى.

قبل الحادثة بحوالى 3 اسابيع ماتت بنت بواب عمارتى فى حادثة برضه فى العيد وهما مسافرين يعيدوا فى البلد، ماتت "أمل" اللى عندها 6 سنين من غير اى ذنب الا انها مصرية .. وفى مصر الاهمال واللامبالة هى سيدة كل المواقف. ولما ماتت أمل حسيت ان ربنا اختارها هى تحديدا لسبب .. واكبر سبب هو اسمها "أمل" وحسيت ان بموتها مات الأمل فى الحياة .. وبعدها حادثة القطار والاتوبيس والاطفال اللى ماتت لنفس الذنب الرهيب .. كونهم مصريين وعايشين فى مصر .. فأول حاجه قلتها .. ما خلاص ماتت أمل!!

ومن يومها .. يوم السبت الاسود .. 17 نوفمبر 2012 .. وانا جوايا شيء اتكسر .. كل لما أجى اضحك افتكر ام الأطفال التلاته اللى ماتوا فى يوم واحد وفى ساعه واحده وافتكر قلبها المكسور عليهم، انا عارفه انه قضاء من ربنا .. لكن عارفه برضه انهم ماتوا بسبب الاهمال. وحزينة أكتر ان ما حدش فاكرهم دلوقتى ولا فاكر دمهم ولا فاكر أهلهم، لكن أول ما حصلت الحادثة كل الرموز والجهات اتكلمت وشجبت وادانت وطالبت بميه ألف حاجه وكلهم علشان بس عاوزين يطلعوا فى الصورة قدام الناس البسيطة  .. يسافروا ويتصوروا مع الأهالى والاطفال المصابين ويعملوا شغل سياسي على حساب الأطفال الأبرياء .. وكانهم معدومى الضمير والاحساس .. لكن هما فين دلوقتى ؟؟؟؟ حد فيهم دلوقتى لسه بيتكلم عن الاطفال او حد فيهم لسه مستمر فى زيارته لاهلهم ؟؟؟؟؟ اللى بيعمل كده مش بيعمله قدام الشاشات اصلا لانه بيعمله ثواب لله .. فمش هتلاقى نفسك سمعت عنه فى الاول ولا هتسمع عنه دلوقتى .. لكن اللى بتكلم عنهم  هما دلوقتى بيجروا ورا التورتة الجديدة اللى عاوزين ياخدوا منها حته .. هما فى الاول وفى الاخر مش بيفكروا فى حقوق الناس بجد ولا بيفكروا فى مشاكل البلد دى بجد .. هما بيجروا ورا الحاجه اللى هتوصلهم لمصالحهم أكتر .. وكانها موضه ... واكبر دليل على كلامى اللى حصل فى انتخابات الرئاسة .. وعجزهم عن الاتفاق او الاتحاد ورا هدف واحد .. كل واحد منهم كان عاوز التورتة كلها ليه لوحده ومش عاوزحد ياخد حته معاه ..

امبارح كانت موضه الشجب والادانة لحادثة الاطفال ..
النهارده موضه الشجب والادانة لموضة الاعلان الدستورى
وبكره موضة الشجب والادانة لموضة الدستور ..

المشكلة من وجهة نظرى اننا مش بنكمل حاجة لحد الأخر .. نفسنا قصير قوووى .. وحتى لما قعدنا ال 18 يوم علشان نمشي مبارك .. تعبنا قووى بعدها .. ومجهودنا بقى قليل ومشينا وريحنا وبدأنا نفوق على المواقف الكتيرة اللى بتطلعلنا فجأة فى النص .. وكل هوجة والتانية مش بتاخدلها اكتر من يومين وبالكتير أسبوع .. وبعدين نرجع وننام تانى ..
المشكلة كمان فى الأنانية .. كل واحد عاوز ياخد كله حاجه ليه لوحده وما حدش عنده اى استعداد انه يشارك الاخرين فى نفس العمل.

انا كنت مش عايزة اتكلم فى السياسة وبرضه اتكلمت :(  انا بس كان فيه كلام كتير قووى جوايا وكان نفسي أقوله .. قولته من غير ترتيب ومن غير تذويق .. والاهم انى قلته لنفسي علشان ما ادخلش فى اى نقاش من اى نوع مع اى حد ..

لينا رب اسمه الرحيم .. الكريم .. العفو .. يعفو عنا ويرحمنا
 
 


الاثنين، نوفمبر 12، 2012

كلام كتير ... ما تركزش



فى حاجات كده كنت بعملها ومتعودة عليها لفترة طويلة، وصلت معاها لمرحلة انى بقيت بعملها من غير تفكير .. بقيت بعملها كده تلقائيا .. وبعد كده حصلت ظروف خلتنى ابطلها لفترة .. فى الأول ما كنتش حاسه انها وحشانى ولا انى عاوزه اعملها تانى .. ولا كأن فيه ما بينا عشره ولا سابق معرفه .. وبعدين لما اجبرت نفسي اعملها بحجه انى متعودة عليها ولازم ابقى اصيله بقى وبتاع .. ما قدرتش وما استحملتش .. وبقيت بسأل نفسي هو انا ازاى استحملتها او كنت بعملها طول الفترة اللى فاتت دى .. 

فى حياتى عرفت ناس كتيره جدا جدا جدا .. لكل مرحلة فى حياتى كان فيه ناس مميزة للمرحلة دى .. ما اعرفش هما دخلوها ازاى .. ومش فاكره خرجوا منها تانى ازاى .. واحتمال كمان اكون مش فاكره احنا كنا عاملين ايه سوا .. كل اللى فكراه شوية صور لشكلهم وضحكتهم .. شوية من طريقة كلامهم.
كتير بدخل التفاصيل فى بعضها والكلام اللى كان بيتحكيلى من فلان بيتهيالى ان علان اللى قاله، بدخل الحكايات فى بعضها ومش فاكره ايه حصل امتى او حصل ازاى .. هو انا عارفه انه حصل وخلاص .. او بيتهيالى كمان .. والله ما بقتش متأكده من حاجه.

انا فاكرة ان حياتى زمان كانت اسهل بكتير عن دلوقتى .. كنت بعرف أحلم وكنت عارفه أحلم بايه .. كان فيه خطه قدامى وكنت عارفه ممكن اوصلها ازاى .. لكن دلوقتى انا ما بقتش عارفه اى حاجه خالص، انا بعمل حاجات كتيره جدا وبمشى فى الف طريق وطريق وبقول اهو يمكن طريق منهم يوصل لاى حته .. انا مش عارفه هى ايه الحته دى بالظبط لكن اعرف انى اكيد هوصل لحاجه وكل اللى بقيت بتمناه من ربنا انها تبقى حاجه حلوة .. ده انا حتى لو بحوش شوية فلوس .. فانا برضه بحوشهم وانا مش عارفه انا بحوش ليه، انا بس قالولى انى لازم احوش والقرش الابيض ينفع فى اليوم الاسود ..

الدنيا علمتنى انى ما استجعلش اى حاجه خالص، لان فى الاول وفى الاخر كل حاجه بتعدى وبتجري كمان، الحلو بيعدى والوحش كمان، علشان كده دلوقتى بقيت على قد ما اقدر احاول استمتع باللحظة اللى انا عايشاها باى طريقة، لو معايا فلوس بصرفها، لو نفسي فى اكله باكلها ومش بفكر هو انا كده هتخن ولا هخس .. ومش بفكر هو انا بكره هعمل ايه مادام انا كويسه دلوقتى .. واهو بكره بتاع ربنا .. والنهاردة كمان :)

عندى اعتقاد فظيع انى مجرد ما هقرأ عن خطط للتخسيس والدايت، وشوية التمارين والوصفات اللى بيضحكوا بيها على الناس فانا كده هخس لوحدى .. بس بمجرد القراءة ، وعندى اعتقاد تانى يودى فى ستين داهيه كمان وهو انى مهما اكلت من حاجات مادام مش بقول لحد انا اكلت ايه يبقى مش هتخن .. وكأن التخن ده بيجي لما بتكلم عن اللى اكلته بس .. بيتنظر يعني "بيتحسد"  .. وخلينى فى اعتقاداتى اللى موديانى فى داهيه دى $

انا اتعودت طول حياتى لما أحب حد أروح أقله انى بحبه ولما اكره حد اخد جنب كده وما ابقاش عارفه اتعامل معاه، بتكسف اقول لحد انت دمك تقيل على قلبى .. بس بنبسط لما اقول لواحد حلو انت حلو يا حلو .. 

النهاردة انا عيانه قوى، وكانى أخدت برد فى عضمى .. جسمى بردان وبيوجعنى قوى، على قد ما هو احساس مؤلم جدا .. لكن أحيانا الألم بيطلع من جوا الواحد فينا حاجات مش بتطلع فى الأوقات العادية .. احساس بيخلينى افكر فى حاجات كتير، واحس بحاجات كتير ماكنتش واخده بالى منها قبل كده .. 



السبت، نوفمبر 03، 2012

عمار يا زحمة


بحب الأماكن الزحمة .. بس ما بحبش اكون انا فى زحمة .. بمعنى انى بحب اكون فى مكان زحمة مليان ناس باشكال كتيره ومختلفه لكن اكون انا واقفة او قاعده فى حته كده على جنب فى الروقان .. ولا اخبط فى حد ولا اشم ريحة حد :) .. احم احم $

بحب اسرح فى الناس الكتير اللى بتبقى موجودة بمختلف اشكالهم ولبسهم وطريقة كلامهم .. لما اسمع جملة من اتنين بيتكلموا وما افهمش منها اى حاجة خالص واسرح بخيالى كده وابدأ مرحلة التخيل كده هو الموضوع اللى بيتكلموا فيه ممكن يكون ايه اصلا .. والحكاية يا ترى اولها فين وحصل فيها ايه وايه تفاصيلها وظروفها .. ويا ترى هما وصلوا للنقطة دى بعد قد ايه!!  .. واحيانا كمان بحاول أوصل بالحكاية لنهايه كنوع من الفضول البشرى الذى لا ينتهى.

بحب اتفرج على لبس الناس اللى من بيئة واسلوب اجتماعى مختلف عنى .. سواء اعلى او أقل .. ولان فى كلتا الحالتين بشوف حاجات عجيبة بتخلينى اسال هو ازاى الناس دى نزلت من بيتها بالشكل ده !! بس عادى بعد كده بقول ماهو انا كمان شكلى ممكن يبقى غريب بالنسبالهم .. وكل واحد بقى حسب بيئته وتربيته وذوقه فى الاخر ..

احلى حاجة فى الزحمة بالنسبالى انها مليانه دروس ... هى صحيح دروس سريعه ومتسربعه كمان وما فيهاش هدوء خالص بس اهى دروس ومفيدة برضه وبتفرق طبعا حسب نوع الزحمة اللى الواحد بيكون فيها يعني، يعني لو كانت اشارة او كوبرى قافل كالعادة يعني فده بيعلمنى الصبر .. والصبر ده بيزيد لو انا مستعجله او متاخره على حاجه .. وبتعلم التناحه لو مش ورايا حاجه .. بالعكس ده انا ببقى مستمتعه أكتر بالزحمة فى الوقت ده وبتأمل بقى بزيادة ..
فى الزحمة بحب اسرح فى وشوش الناس .. ده بيضحك مع ده .. وده ماشي لوحده وسرحان .. ودى بتتكلم فى الموبايل وهى بتضحك ضحكة مكسوفة .. وده ماشي لوحده بس عينه بتبصص على البنات مع نفسها .. الموضوع ده بيوصللى احساس انى مش لوحدى فى الدنيا .. وان مهما كان عندى هموم حواليا ناس شايله اكتر منى بكتير ..

بتخيل كده وانا مستغربة .. ان معقوله كل البشر دى عندهم دماغ وبيفكروا وبيسرحوا بيها زى ما انا بعمل .. ومعقولة كل الناس دى حبيت واتحبت واتوجعت قبل كده؟؟ ومعقولة برضه ان كل الناس دى شايل هم حاجه، خايفه من حاجه، ومستنيه حاجة .. معقولة ان كل واحد من اللى حواليا عنده حلم وماشي بيدور عليه فى وشوش الناس اللى حواليه .. وسواء كان حلمه قلب يترمى جواه او كان شغل يفتحله باب رزق جديد او حتى كان لعبه عاوز يشتريها لابنه .. 

 كل عين من العيون اللى بشوفها وراها الف الف حكاية .. فى حكايات بتبقى مغرية انك عاوز تعرفها .. وفى حكايات بيبان من اولها انها مملة .. فيه حكايات بنسمعها وحكايات بنحسها .. وحكايات تانية بنجرى ونهرب منها خايفين لو سمعناها ينوبنا منها شوية!!

الزحمة على نغمات اغنية رايقة مفرحة بيبقى ليها طعم تانى .. بتخلينى فى عز ضيقتى اكون مبسوطة .. وكتير بيكون تاثيرها مفيد اكتر من لحظات الهدوء اللى ممكن اعيشها .. لانى بحس انى فى وسط الناس هما بيجروا من حاجة او من حاجات وانا وبتحرك بالتصوير البطئ .. وكأنى واقفة ورا زجاج البانورما بتفرج عليهم وبراقهم .. وهما مش شايفنى أصلا ..

انا خلاص بطلت اكره الزحمة .. وبدأت استمتع بيها!!