الأحد، فبراير 20، 2011

كان فين حبك يا مصر متدارى؟؟



هو سؤال بسأله لنفسي كتير قوى الفترة دى ..
لما بشوف وبسمع من ناس ومن شباب كان فى يوم الأيام ساخط على البلد وحالها وكان بيحاول باى طريقة يضيع وقته ودماغه فى اى حاجة ما تخليهوش يفكر فى اللى حواليه .. وبسمع منهم دلوقتى انهم مستعدين يموتوا بس مصر تعيش ..
وبيقولوا يا نعيش بكرامة وحرية فى وطن قوى يا نموت اكرم لنا واحنا بندافع عن تراب البلد دى ..
بستغرب وبسأل نفسي كان فين الحب ده كله من شهر واحد فات .. كان فين الشباب والناس اللى عندها استعداد تنزل فى الشارع وهى لابسه جوانتى وكمامة ومعاها مقشه وبتكنس تراب بلدها وشارعها باديها .. الدكتور جنب المهندس جنب العامل والأمى.
ولما بشوف عربيات كتيره ماشية فى الشارع وراكبها شباب كانت الناس فى يوم من الأيام بستهيفه وهو ماشي بسرعه ومشغل اغانى بصوت عالى .. وبتقول اهو ده اللى بناخده من الشباب . وتشوفهم دلوقتى كلهم معلقين أعلام مصر فى كل حته فى العربيه .. معلقين علم مصر بدل صورة جيفارا وبدل علم أمريكا اللى كانوا بيفخروا بيه.
لما بشوف كل يوم والتانى حملات نظافة وتعمير فى كل حته فى مصر على الفيس بوك .. واشوف الشباب بيفكر ازاى فى البلد دى .. بيفكر انه يعمرها ويبنى فيها باعتبار انه ناوى يعيش ويموت على ارضها .. بيفكر ويتكلم بطريقة تفهم منها انه خلاص طلع من دماغه فكرة ان يسيب بلده ويسافر يعيش ويعمر فى اى بلد تانيه فى الدنيا.
ويسافر ليه وهو خلاص شايف بلده جنه الله على الأرض.
لما ببص لنفسي وانا أول مرة أبكى علشان مصر .. واعرف بنفسي يعني ايه حب الوطن
حب الوطن اللى هو اكبر بكتير من الكلام اللى كنا بناخده فى مادة اللغه العربية فى ابتدائي ولا فى التربية الوطنية بتاعت ثانوية عامة ..
حب الوطن مش علشان جوها معتدل صيفا دافئ شتاء .. ولا علشان فيها اثار واهرامات وتاريخ سبع الاف سنه ..
ده حب الوطن ده طلع حكاية تانيه خالص غير ما كنا فاكرين .. حاجة كده حلوة قوى كنا محرومين منها سنين طويلة قوى زى ما كنا محرومين من حاجات تانية كتيره.
يعني لما تحس ان مصر دى كلها كده من اولها لاخرها كانها بيتك .. بيتك اللى لازم تنضف ارضه بايدك .. ولازم تجهزه وتدهنه برضه بايدك وفلوسك ومجهودك ..
بيتك اللى بتستضيف فيه الضيوف وتكرمهم وتقدملهم فيه السخن والساقع والحلو والحادق .. واللى فيه اوض نوم كتير قوى بتنيم فيها ضيوفك ويناموا كده وهما مطمنين انك هتحترم حرمتهم وخصوصيتهم وعرضهم وملكهم.
بيتك اللى مستعد تموت علشان ما يجيش حد ياخده منك او حتى يسرق منه كرسي واحد ..
بيتك ده يعني حياتك كلها .. تاريخك من يوم ما اتولد ولحد ما هتموت .. بيتك اللى على جدرانه هتترسم وتتأرخ ملامح حياتك .. واللى فى اوضه وبلكوناته هتبنى وتعمر وتزين .. واللى فيه هتتجوز وتخلف وتربى وتكبر .. بيتك اللى فيه اخر الليل تحط راسك على المخده وانت فخور بنفسك .. وانت مطمن.
دلوقتى بقينا فخورين بنفسنا .. وبنقول للناس كلها شوفوا احنا عملنا ايه بادينا .. فخرنا ما بقاش بس فخر حضارتنا وتاريخنا .. لا ده اتضاف عليه فخرنا بمجهودنا واجتهادنا وانتصارنا.

علشان كده لما بسال دلوقتى واقول كان فين حبك يا مصر متدارى؟
من شهــــر فات عقـــد العمـــل كان الأمل
كان الســـلاح والـدرع وخلاصــــة الحيـــاة
شقـــة وجهــاز والصيني من بعد الطبـــق
بقــــى نــــوع دهــب للـــي إفتقــر للجاه
والشعب رافــض بس متسكـــت بينفـــض
كل يوم عنـه الكلام فــي الصمـــت يا ولداه
طقــت خلاص العيشــة م المحتاج لعيشه
طلــع الــولاد مـــن سجنهـــم بيقولـــوا آه
والشر مستحلف لهــم ينفــش في ريشه
ومابين رصاص الموت لقوا المعنى اللي تاه
الأغلـــى من إنــك تعيــش والدنيا حلــــوة
تلحـــق بلــد مــن دواماتها بطــــوق نجـاه
متجمعيــن صفيـــن قصـــاد الحـق يفصل
عاشق وطن ولا اللي مـــش فارق معـاه؟!
كانـــوا الــولاد الشرقانيــــن م النيـل عِبَــر
تتعلمــوا الحــــب اللــي واصـــل منتهـــاه
مـــن شـــاب كــان طالـــع بيطلـب لقمته
حريِّتـــــــه كانـــــت هنــــاك مستنيــــاه
أول ما قـــال هختـــار قِـــدِر وإختـار قَـــــدَر
مـــات الولـــد فرحـــان شهيـــد ربــه ناداه
وإخواتـــه شايليـن نفسهــم من حلمهــم
بقـــى حلـــــم واحـــــد قلبهـــم غنَّــــاه
علـــى لحـــــن بنحبـــك يا مصــر ونفتخـر
نبنيكـــــي بيــــت جنسيتــــك ساكنـــاه
كان فين يا مصر الحـب متـــداري في سفر
وإزاي خــــــلاص البـــــــر قابلنــــــــــاه؟!


كتابه: دعاء جميل
شعر: محمود مصطفى

ليست هناك تعليقات: