الجمعة، يناير 02، 2009

قــطتـى

كان ممر هادئ .. وصوت الهواء يداعب أوراق الشجر ويحركها هو الصوت الوحيد المسموع ..وكنت انا اسير على هذا الممر .. من طوله لا ارى له نهاية ولكنى كنت افكر كيف ستكون نهايه هذا الصمت وهذا الطريق ولكن لا اجوبة لم اتعب من طول السير فقد كنت اسير وانا متأملة لكل ما حولى .. كان على جانبى الايمن شاطئ البحر .. وامامه مسافه من الرمال الصفراء الفاقع لونها تلمع تحت ضوء الشمس .. وماء البحر هادئ هدوء الجو من حولى ومياهه لا تكاد تتحرك ,, مسافه من الزرقة ممتدة امامى تلمع فى بهرجة تحت شمس الظهيرة. وعلى يسارى جبال ممتدة لا بداية لها ولا نهاية تكاد تحجب السماء من طولها .. جبال بكل الالوان الاصفر منها والبنى والاخضر .. بعضها اكثر طولا من بعضها الآخر .. نظرت امامى فوجدت الاشجار كلها وقد تعرت من اوراقها .. ولكن لا اثر لهذه الاوراق ,,, لقد اختفت تماما ,, تلفت يمينى ويسارى مرة اخرى بحثا عن تلك الاوراق ولكن بلا فائدة .. اختفت وكانها لم توجد يوما شعرت بحركة غريبة اسفل قدمى فتجمد الدم فى عروقى ,, فما اعرفه انى وحدى فى هذا الطريق ولم اشاهد كائن حى منذ بدأت رحلتى .. توقفت لحظة ونظرت لأسفل فوجدتها قطه صغيرة .. تحاول بقدمها القصيرة ان تلاحق اقدامى ويبدو عليها التعب من شدة الحر والعطش والمشى .. فحملتها بيدى وضممتها الى صدرى.. فصدر عنها مواء جميل وكانها طفل يضحك فى حضن أمه .. ولكن ,, ما ان ضممتها الى صدرى حتى تبدل المشهد من حولى ,, فبدل من الجبال وجدت مبانى شاهقة الطول مختلفة الاشكال والتصاميم وبدل من البحر الهادئ برماله الفاقعه وجدت مئات من البشر تسير فى جميع الاتجهات بسرعه وكلا مشغول بحاله .. نظرت الى قطتى التى بين أحضانى فوجدتها فتاة صغيرة ربما فى الثانية من عمرها تنظر الى وتبتسم فى ضحكة ملائكية .. ثم تحدثت باعجب حديث قد اسمعه يوما .. فقد نادتنى وقالت لى ,, يا ماما .. هل يعقل ان اكون أم لطفلة بهذة الروعه وانا لا أدرى .. ام ترانى فقدت الذاكرة ام انا فى حلم .. ولكنى اشعر بقدمى واشعر بها حقا بين أحضانى ,, اذا ربما ذهب عقلى .. او حرارة الشمس جعلتنى اتخيل الاشياء بغير حقيقتها .. ولكنها كررت الكلمة .. ماما .. اذا فانها تقصدنى وحتما انا امها .. هممت ان اكلمها ولكن عندما نظرت الى عينها وجدتها كفيفة لا تبصر .. لا تعرف هوية حاملها .. وظنتنى انا أمها ,,

ليست هناك تعليقات: