السبت، أكتوبر 11، 2014

النهايات السعيدة .. الغير موجودة

النهايات السعيدة ؟؟
هكذا صورت لنا الأفلام القديمة وعلى مدار تاريخ السينما والدرما ان نهايه كل مشكلة ومآساه فى حياتنا لابد وان تنتهى بنهايه سعيدة، فكنا نشاهد الأفلام برغم آلامها واوجاعها ودموعنا الا واننا على يقين فى النهايه ان البطل سيتزوج البطلة وبأن الشخصية الشريرة المؤذية التى استمرت فى بث الشر على مدار الفيلم لابد وان تلقى عقابها الشنيع فى النهايه .. فيخرج جميع المشاهدين وهم فى غايه السعادة والرضا فالشر يعاقب فى النهايه والخير ينتصر والسعادة تعم الجميع.
هكذا كانت صورة النهايات التى خلدتها السينما فى أذهان الجميع لسنوات وسنوات .. وكانت النهايات التراجيديا الغير سعيدة هى العجيبة المستغربة من الجميع .. فانها ليست ما اعتاد عليه الجمع ، او بمعنى ادق انها ليست ما تتمناه الانفس. اعتقد انهم فى صناعه السينما كانوا يدركون جيدا ما يفعلون فياتوا بالنهايات على هوى المشاهد ووفقا لرغباته، فمن منا لا يرغب فى ان يجد السعادة فى نهايه كل طريق يمشيه وهكذا تكون الراى الجمعى بانها ما دامت النهايه ليست سعيدة اذا فانها ليست بالنهايه! 
استدعانى صديق للتفكير فى هذه الجمله " نهايه سعيدة .. Happy ending" هل حقا هى الغايه التى نبحث عنها؟ وهل هى شيء موجود بالفعل؟
فى البداية جالت فى خاطرى فكرة انها حقيقة وانها موجوده وانها حقا ما ابحث عنه فى النهايه .. هكذا انا دوما اجيب متسرعه عن اى شيء ثم ابدا لاحقا فى التفكير فى ذلك الشيء لاكتشف حقائق وجوانب مختلفه عنه لم اكن اعلمها مسبقا
كلمة النهايه فى حد ذاتها لا تدل على اى سعادة وكيف تاتى السعادة من فكرة انتهاء شيء وعدم استمرار وجوده مرة اخرى، يمكن لذلك الشيء ان يكون حاله اجتماعيه او نفسيه او مرحلة حياتيه او شخص اعتادنا وجوده او اى شيء اخر من تلك الاشياء التى تواجهنا فى الحياة يوميا.
الزواج ليس النهايه السعيده للحب فلو انتهى الحب فانها نهايه تعيسة له وابدا لن تكون سعيده، العمل ليس النهايه السعيده لفترة الدراسه الطويلة بل هو نهايه فترة فى حياتنا ربما ستجعلنا الايام ندرك انها كانت واحده من اجمل فترات حياتنا لاحقا.

لا توجد نهايات سعيده وان وجدت نهايات للاشياء بحكم سنه الكون فان النهايات لا تكون سعيدة انها فقط نهايه لشيء اعتدنا عليه بشكل معين يعقبه بالتأكيد بدايه جديدة لشيء جديد.
فى راى الشخصى ان السعادة تكمن فى الطريق للوصول الى النهايه .. لكى نصل الى تلك النهايه الحتمية ونحن فى حالة سلام مع انفسنا وذواتنا قبل ان نكون فى سلام مع الاخرين والعالم المحيط .. ففى النهايه لا شيء يهم سوى السلام الداخلى واحساسى الفردى بانى حققت فى رحلتى الهدف الذى وضعته لنفسه وانى عشت رحلتى تلك وانا مستمتعه بها وبتفاصيلها الصغيره .. عشتها فى سعادة وسلام
السعاده حقا فيما عشته من تجارب وفيمن قابلتهم من اشخاص وفي تلك القصص التى مرت بي فى رحلتى .. اما النهايه فانها حتما ستكون حزينة لانها ستوقف كل تلك الحركة وتنهيها .. انها نهايه !
لا يوجد ما يسمى بالنهايه "السعيدة" فالنهايه نهايه انما يوجد أمل بعد كل نهايه ان تبدأ مرحلة أفضل من سابقتها لنبدأ رحلة جديدة بمزيد من المغامرات والصدف والمشاعر والأشخاص والأمكان التى تجعلنا نستمتع بمرحلة جديدة فى حياتنا تجعلنا "ربما" اسعد من ذى قبل.
انا ابحث عن السعادة لكن دوما ابحث عن البدايات لانها تعنى الامل .. اما النهايات فانها حزينه دوما لانها تغلق الستار على شيء لن يعود ابدا كما كان او كما اعتدته .. ان النهايه هى من تغلق كل الأبواب المفتوحه وتترك المكان فى هدوء لا يمكن ايقاظه مره اخرى. 








ليست هناك تعليقات: