السبت، مايو 04، 2013

تأملات حالة مرضية


منذ مدة طويلة لم أنفرد بنفسي كما الآن، فمنذ فترة طويلة لم أمرض واتعرض لوعكه صحيه شديدة حتى ظننت أن الله لا يحبنى ولا يريد ان يُكفر من سيئاتى فدوما كنت أظن ان من يحبه الله يبتليه بشتى انواع الابتلاءات ليغفر له.

المرض محنه يختبر الله فيها صبر عبده، وهو أشد تجربة يمكننا ان ندرك من خلالها نعمه الصحة التى نعيش فيها دون ان نشعر، فمن صبر على محنته وتقبلها بصدر رحب وحمد لله ان اختاره دون البشر ليمتحنه كانت المحنه له بمثابة مكافأه، ومن لم يصبر وتذمر على عطيه الله له كانت المحنه له ابتلاء فى آلمها وفى سوء جزائها.

عندما يدخل ميكروب الانلفونزا الى جسدى فانه يتركنى خلفه ضعيفه القوى لا اقوى على الحركة، شاحبة الوجه ودامعه العين دونما ارادتى، ينظر اليا الجميع باستغراب فهم لم يعتادوا على دعاء الباهته المريضة، لقد اعتادوا فقط على دعاء الضاحكة المشرقة، وفى تلك اللحظات الضعيفة من حياتى اظننى اعيد اكتشاف نفسى والكون من حولى، فانظر الى الاشخاص بعين جديدة وانظر الى نفسي بنظرة مختلفة.

ان الألم الذى ينتابنى لهو مطهرنى من كل خطاياي وانه للألم المطلوب لكى يجعلنى انسان افضل مما انا عليه اليوم، فدوام النعمه يقسي القلوب ويجعل الفكر يعتقد ان النعمه دائمه وزوالها من المستحيلات.


اجلس وحيدة فى فراشى لا اقوى على الحركة فلا اجد امامى سوا ان اتأمل فى سقف الغرفة وان اتقلب ذات اليمين وذات اليسار، ان اتذكر بعض المحاداثات القديمة مع بعض الاشخاص الذين اختفوا من حياتى اليوم، وان اتذكر خططى التى رسمتها قبل ان تنتابنى حالة المرض تلك، وفى تلك اللحظة تحديدا ادرك جيدا ان ما ارسمه لحياتى وما اريده لنفسي شيء جيد والأجمل منه هو تسليم الأمور جميعها لله والرضى بكل ما يأتى من عنده .. 




ليست هناك تعليقات: