الخميس، أكتوبر 28، 2010

تعازى عيد الميلاد



ها هى ذكرى مولدى الحاديه والعشرين قد أتت .. ومضت فى سلام كما جائت.
لكنها لم تات وتذهب كغيرها من الذكريات السابقه .. بل جائت بصعوبة الولادة المتعصره .. وتركت فى النفس آلاما محفوره لا تمحى اشد من النقش فى الحجر .. انهم احدا وعشرين عاما ..

احدا وعشرين عاما بين صيفٍ وشتاءٍ وخريفٍ وربيعٍ
احدا وعشرين عاما بين الليل والنهار
احدا وعشرين عاما تنقسم أيامها بين شروقٍ وغروبٍ
مات فيهم من مات وولد فيهم من ولد
شهدت الارض تغيرات كثيره .. وحروب مديده ..
وشهدت البشرية اختراعات رهيبه معجزه

انهم ليسوا سنه او اثنتين او حتى عشره من السنين .. انهم عشرون عاما ويزيدوا واحده.
اننى لا اهول الأمر على نفسي .. لكن لا يشعر بهوله الا من عاشه بالفعل
من جاء الى مثل موقفى ونظر متاملا الى سنون عمره الفائته
فأخذ متسائلا ماذا قدمت فى حياتى .. على ماذا سوف يحاسبنى ربى؟؟
هل أثرت أنا فى حياة امرء واحد .. هل تركت بصمه تذكرنى بها الحياه من بعدى؟
لربما نهلت من العلم الكثير .. كما أظن.. لكنه فى بحر العلوم ضئيلا ضئيلا
لكن هل ترانى أفدت أحدا بما تعلمته وعرفته
وهل سيذكرنى احد هؤلاء الذين لا اذكرهم اذا ما فارقت الحياه غدا
بقولهم رحمهما الله لقد تعملنا منها ان نفعل كذا .. او ان نقول كذا ..

انه ليس بالامر الهين بتاتا ان تمضى على هذه الحياه وفى هذه الأرض احدا وعشرين عاما
وقد نضج عقلك وبدات تعى منذ ما يزيد عن الثمان سنوات
وبدات تكبر بداخلك المشاعر والأفكار والأحاسيس والرؤى
لكنك لا تجد امام هذا العمر ما يوازيه من انجازات او اعمار
لا تجد اى شيء ..

لا تجد سوى حجرة مظلمه .. تجلس فيها وحيدا
تستمتع الى بعض الموسيقى الهادئة التى شغلتها لتهدئ من روعك
وذكريات عن ايام قد خلت .. واناس قد مضوا ..
دخلوا وخرجوا الى حياتك ..
وانت!!  ... انت كما انت .. تجلس فى غرفتك المظلمه وحيدا
تأبى الحديث .. فالحديث يفطر القلب ويدمع العين
تفضل ان تمضى ليلتك بين أعز المقربين من اصدقائك
لعلهم يخففوا عنك بعض ما يعتلى نفسك
ثم تتوجه بعدها لتغلق عليك غرفتك وحيدا
هكذا انا فى ذكرى مولدى الحادى والعشرين
حيث تلقيت الكثير والكثير من التهانى .. بعددٍ يفوق اى عام سابق
لكنى مع ذلك لم اشعر بها بطاقات تهنئه بحلول العام الجديد من عمرى
بل شعرت بها كانها بطاقات تعزيه .. فى فقدانى احدٍ وعشرين عزيزا
فتسائلت السؤال المعتاد الذى انقسمت حوله الأناس

هل ينبغى ان نفرح فى ذكرى ميلادنا لبدايه عام جديد
ام نحزن لرحيل اعوام طويلة
لكنى وقفت حينها وقلت لا هذا ولا ذاك
انى لا اراه سوى ابتلاء منزل من الله
 فمع كل يوم وكل لحظه نحياها
 نرتقف اما الذنوب التى تثقل كاهلنا
او الحسنات التى ترفع مكانتنا
فلم أجد خيرا من تلك الآيه لتصف ذلك الاحساس بداخلى

قال تعالى }  ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور{

ليست هناك تعليقات: