كان الظلام حالك حتى انه لا يمكنك التعرف على أصابع يدك، وكانت البروده قاسيه لدرجه تشعر معها كأنك ذهبت الى احد القطبين وانت جالس فى مكانك ..
لم يكن الظلام بسبب انقطاع التيار الكهربائي او بسبب وجودها فى الصحراء او باى سبب مادى آخر معروف، كما ان البروده لم تكن بسبب طقس الشتاء القارص البروده .. انها على اى حال فى وقت الظهيره فى منتصف شهر يوليو حيث ترتفع درجات الحراره دوما فوق معدلاتها المتوقعه لمثل هذا الوقت من العام كما تقول دوما نشره الأرصاد الجويه ..
ان الظلام والبرد انما هو بداخلها ..
بداخلها غيوم لا نهايه لها .. وظلام يضغط على عينيك كانه سيفقعهما من شده ضغطه .. ان ظلام الوجدان وبرده لأشد آلما من ظلام الكون وصقيعه.
لما تعتد الجفاء يوما فى حياتها وتحديدا منه هو، لقد كان فيما مضى القلب الوحيد الذى تصرخ أمامه بمنتهى الحريه وهى تعلم انه سيمتص كل صرخاتها ليحيلها ضحكات، بقليل من المداعبات والكلمات والابتسامات كان يحتوى كل ما بها من حزن او آلم، فيصعب عليها اليوم ان تحسب كل حرف تتفوه به وهى أمامه ..
مسأله وقت .. انها فقط مسأله وقت .. ستعتادين الأمر .. هكذا تحدث نفسها، او هكذا تحاول ان تقنع نفسها، ربما تحاول ان تسرق من الزمن بعض الدفئ لبردها الذى لا حدود له، ربما تحاول ان تغرس بداخلها شمعه تنير هذا الظلام القاتل .. ربما .. ربما
وربما لا شيء سوى انها وحيده لا تجد من تبث له همها بعده، فقد كان هو، وفقط هو .. من ترمى برأسها فوق كتفه وتبكى حين تاتيها بعض الغيوم من هنا او هناك.
يالله .. انها لا تمطر فى يوليو لكنها تتمنى ان تمطر الآن حتى تختلط مياه الأمطار بدموع عينها فتبكى بحريه .. فتبكى حتى تجف دموعها فتستجديها فتعطيها .. لكنها لا تمطر فى يوليو .. فيظل الجو من الخارج شديد الحراره وبداخلها شديد البروده .. وتظل الشمس تحرق وجهها لكنها لا تصل أبدا الى قلبها.
انها ليست يائسه، هى فقط تحاول ان تكون أكثر واقعيه من اى وقت مر فى حياتها، تحاول ان تدرك الفرق بين فصل الشتاء حيث يتقارب الناس ليشعروا بالدفء وبين فصل الصيف حيث ينفر الناس من الحر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق