أذكر جيدا المرة الأولى التي التقينا فيها، كنت ترتدي بدلتك السوداء وكنت انا ارتدى فستاني الأسود أيضا، فهو لونى المفضل فى ملابس السهره، واول كلمة قلتها لى بعد ساعتين من تبادل النظرات الصامته .. ممكن؟؟
كنت تمد لى يديك فى انحنائه راقية تطلب منى الرقص، رقصنا ورقصنا، كانت تلك رقصتى الاولى ولم اكن اتخيل انى اجيد الرقص بهذه الدرجة، لفتنا انتباه كافة الحضور، فلم يتخيل اى احد اننى وانت يمكن ان نتعرف يوما فما بالك برقصه طويلة.
اشعل صمتك بداخلى بركان من النار ، صمتك فى الرقصه وصمتك بعد الرقص، تركتنى فجأة واستأذنت فى الانصراف، وصرت انا ابحث عنك بعيون مجنونه بين الحضور، لا ادرى لماذا اتيت وكيف ذهبت، ولم اجد لوقفتى تلك فائده فأجبرت على الجلوس وانا احاول ان ادارى نفسي عن عيون الحضور المليئة بالاسئلة.
وعندما رايتك تعود الى القاعه فى خفه وبهاء بعد ذلك بقليل لا ادرى لماذا شعرت باحساس عودة الروح لجسد ميت، وكانما دبت فيا الحياة فجأة .. ولكنه فجأة حقا عندما رأيتك تقف وتتجه الى الميكرفون وتطلب منهم ان يطفئوا الموسيقى قليلا فلديك ما تقوله ..
لا ادرى لماذا ارتبكت انا بمجرد ان امسكت انت بالميكرفون، وما ادرانى انا بما ستقوله!!
وفى كلمة واحده .. نظرت الى عيني مباشرة وامام الحضور جميعا قلتها لى .. تتجوزينى!!!!!!!!!!
ايه ؟؟ نعم ؟؟ ازاى؟؟ فى ايه؟؟ احم احم ...
انك تعنينى انا بكلامك هذا ؟؟!! شاورت الى نفسي باستعجاب وانا انظر خلفى فى حركه تلقائية ابحث عن تلك الفتاة الى تحادثها ، لكنك اوقفتنى بكلمتك مره اخرى وكانك ادركت ما بداخلى دون ان اقوله .. أيوا انتى
احم .. احم ..
....
هذه النقط هى ايمائة راسي لك بالموافقة ..
نعم .. انى على استعداد تام ان اقلب حياتى كاملة .. ان اغير فيها كل شيء .. فقط لكى اعيش ما تبقى فيها معك انت .. انه هو ذلك الحب الذى لا ادرى كيف ولماذا بدا .. وان كنت قد ادركت الان بعد ان قرات مذكراتك لماذا احببتك كل هذا الحب من اول لقاء ..
وجدت
تلك السطور فى كتاب مذكراتك .. قراتهم ولم استطيع ان اكمل الباقى ..
............................................
اعلم انها تعشق الاسود فى السهرات، ومن المؤكد انها سترتديه اليوم لذا سأرتدى بدلتى السوداء انا ايضا
لقد تاخرت كثيرا فى الحضور، الا تعلم انى متلهف الى لقائها وانتظر عيناها بصبر منتهى .. ها هى حبيبتى قد دخلت الى القاعه .... متانقه بريئة جميلة هادئة .. ملكة كعادتها
انها تنظر الى .. يبدوا انها لاحظت وجودى لاول مره منذ سنوات، فبرغم ملازمتى لها فى كل مكان تقريبا الا انها لا تدرك وجودى فى حياتها، ربما من كثره الاشخاص بجوارها او ربما لانى ابالغ فى التخفى حتى لا تشعر بوجودى وحبى، اعشقها فى صمتى واتمنى لو عشت العمر كله فى صمت امام عينها .. لكنها اليوم تدرك وجودى فهاهى تنظر الى عيني مباشرة ..
انها جميلة بحق هذه الليلة .. لابد ان اجعلها ليلة مميزه فى حياتها، فهى تستحق كل ماهو جميل حتى وان لم يعادل شيء من جمالها .. ساطلب منها الرقص واتمنى ان تقبل بى .. فهى لا تعرفنى ولكنها ربما بعد تلك النظرات تدرك انى كائن حى موجود على الارض وتقبل بى .. حتى لو للحظات لاكون قريبا منها ..
عندما توجهت الى حبيبتى كنت فى قمة شجاعتى .. شجاعه لم اكن اعلم بوجودها بداخلى قبل تلك اللحظة، لكنى امام عينها فقدت القدرة على النطق، شعرت انى سارتمى بين احضانها واقبلها كثيرا ارتوى قليلا من جمالها وحنانها اللذان انا فى شوق لهما .. لكنى ما فعلت سوى ان قلت لها .. ممكن؟؟
يالها من كلمة سخيفه للغاية ، ان يكون اول حوار بيننا يبدا بهذه الكلمة ..
لم اسالها اسمها ولم احاول ان اخبرها باسمى .. فانا اعرفها جيدا واعرف عنها ما لا تعرفه هى شخصيا عن نفسها ..
كنت احاول ان استمتع باللحظة الجميلة التى اقف فيها انا قريبا جدا من وجهها .. اشتم رائحه انفاسها .. ويداعب وجههى خصلات شعراها البنى المتطاير .. وتدغدغ انفى رائحه عطرها النافذ .. حتى يدى لم تكن بعد مدركه انها تمسك بيدها .. لم اكن اشعر بيدى وكانها انفصلت عن جسدى تماما واصبحت جزء من جسدها هى ..
لقد بدات افقد السيطرة على نفسي .. فلحظة واحده وسارمى بفمى الى فمها فى قبله طويلة لن يستطيع احد ان يفرقنا فيها .. هل اخبرها صمتى وعيني السارحه كم احبها واعشقها وادوب فيها !! لا ادرى ..
يجب ان اذهب الان لكى اعيد تجميع نفسي التى تبعثرت فى كل مكان ..
بعد اذنك !!
لم استطيع ان اقول غيرها .. فلو زدت بكلمه عليها لقلت لك أعشقك بعدها ..
خرجت من القاعه ووقفت بجوار الباب من الخارج انظر اليك من بعيد .. ملاكى الصغير البريء .. ملاكى الذى لا يضاهيه فى سحره شيء ... كنتِ تحركين راسك يمينا ويسارا وكانك تبحثين عن شيء ما .. هل تفتقديني ؟؟ هل تبحثين عنى انا ؟؟
حبيبتى انى هنا .. اريدك واحبك ..
ماذا .. نعم ساخبرها الان .. فلا توجد لحظة انسب من الان
دخلت الى القاعه مره اخرى وانا اصم اذنى عن كل شيء واغض بصرى عن كل شيء فانا اصب كل تركيزي على شي واحد فقط سافعله الان ..
امسكت بالميكروفون ويدي ترتعش وتتعرق .. لكن ما ان نظرت الى عينيك حتى نسيت قلقى وتوترى .. اخبرتهم بان يغلقوا الموسيقى فان لدى ما اقوله
.. تتجوزينى؟؟
نعم حبيبتى انها انتى وليست اى واحده اخرى .. فان عيني لم ترى غيرك وقلبى لم يعشق فى الكون سواك .. حبيبتى انها انتى وساكون انا ملكا اذا قبلت مولاتى بى ..
.................................
تشهد الايام انها كانت اروع ستون عاما يمكن لانسان ان يحياهم على الارض .. ستون عاما من الحب ، لا اذكر فى يوم اى اساءة وجهتها لى بطريقة مباشرة او غير مباشره .. لا اذكر سوى الحنان الذى غمرتنى به .. معاملتك لى كأنى الملكة التى ترتدى فستان السهره الاسود فى ذلك اليوم الرائع الذى بدات بها فصول روايتنا .. وظلت معاملتك لى هكذا الى اليوم الذى ودعناك فيه عند شاهد القبر الرخامى .. لكنه ابيض وليس اسود .. والزهور التى وضعتها فوقه بيضاء ايضا ليست سوداء .. فانها كحياتى معك .. بيضاء بلون قلبك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق