لن أدعى التمكن فى الرقص وان كانت صديقاتى يؤكدن دوما على ذلك .. لكنى سأعترف بعشقى له
الرقص .. نعم هو بأى صورة وبأى شكل، فقط لندع الموسيقى تدور وستجدنى ارقص وارقص وحدى، وعندما اندمج انسي من حولى .. وربما لأنه لا يهمنى من حولى .. فأنا أفعل شيء محبب لقلبى .. شيء مريح للغايه، نعم عزيزى القارئ فالرقص بالنسبة لى هو خير علاج من كافة الأمراض النفسيه ، أمراض العصر الحديث من إكتئاب ووحده وتوتر وخلافه، تلك الأمراض التى لا تجدى معها أدوية ولا أطباء، لا يجدى معها الا صوت الموسيقى العالى وبعض الحركات الراقصة حتى وان لم تكن تتماشى وايقاع الموسيقى، المهم ان يتحرك الجسد فينفض عنه غبار الإكتئاب وسحابه القلق والتوتر .. فمع كل اهتزازة يخرج جزء من المخزون الداخلى من الحزن البشري.
أعشق الرقص عندما أكون وحدى، فأغلق باب الحجرة بالقفل، أرفع صوت "اللاب توب" وأحيانا أطفأ النور كذلك، فأنا لا أريد ان أرى نفسي وهى ترقص، انا اريد فقط ان ارقص، ان يشعر جسدى بكل حركه، ان أنهك جسديا تماما فلا يتبقى مكانا فى نفسي للشعور بالألم، فليتوجه الألم كله الى جسدى وليترك روحى قليلا، أعتقد ان تلك الطريقه هى أفضل كثيرا من هؤلاء الذين يجرحون جسدهم جروحا بالغه لكى ينسوا آلامهم النفسية.
فتتحرك ايها الجسد الصامت قليلا، فلتعبر عن آلامك، فلتصرخ بكبرياء ولتخرج عن صمتك، فلتعبر عن رأيك ولتعترض عن كل تلك الأشياء من حولك، تلك الأشياء التى ترفضها ولا تملك من الإرادة ان تعبر عن رفضك لها، فلتعبر الآن عن نفسك .. فلتخرج عن صمتك بالرقص، فلتدور أيها الجسد فى الحجرة حتى لا يبقى فيك جزء ثابت .. ولا تشعر بالخجل او الحرج من شيء، فأنت راقص جيد متمكن، وكذلك فأنت ترقص لنفسك لا لكى يعُجب بك أحد وأخيرا فانت عندهم -عند اى شخص- لست مهم كما انت مهم عندى وعند نفسك.
حان الآن ميعاد الرقصه، انها ليست الأولى ولن تكون الأخيره، فمادام هناك انفاس تدخل وتخرج من صدرى سأظل أرقص، وسأظل أعبر عن كل ما أعجز عن قوله بالرقص، سيظل لغتى المفضلة للاعتراض، للحزن، للفرح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق