الثلاثاء، ديسمبر 22، 2009

وداعا لتلك القيود



ما أجمل التحرر من القيود والقوانين والتخلى قليلا او كثيرا عن موازين العقل والعقلاء وكل ما يربط الانسان باى شئ، ما اجمل التحرر للحظات من الاحجار التى تربط اقدامنا وتبيقينا على الارض دون ارادتنا.
لحظة يُفتح فيها القلب والجسد والروح والوجدان، ليتخلصوا من آلامهم ببعض الرقص، فيدوى صوت الموسيقى عاليا فى الاذن وكانها طبول الحرب معلنه وصول جيش العدو واعلان التاهب لبداية المعركة، لكنها معركه بلا جيوش هذه المرة وبلا دماء ولا قتلى، انها معركة مع الآلام وقيود البشر والزمان، فيدوى صوت الموسيقى بانتظام، فلا تحيد ايه آله عن اللحن الخاص بها، كل اله تعزف وحدها ولكن عندما تستمع اليهم معا تجد ذلك التناغم الغريب، تناغم مرتبط بقيود السلم الموسيقى، فتتمنى للحظة ان تستمع الى بعض الموسيقى الغير متسقه حتى تخرج عن القيود مرة ثانيه.
تصدر آلات الايقاع ذلك الصغب، ومع كل ايقاع يخرج منها تشعر كان شئ يخرج من داخلك، شئ ما ينتفض ويهتز، كانه سجين يهز قضبان سجنه مناديا على سجانه، متسائلا فى دهشه عن سبب وجوده فى هذا المكان.
ادور وادور فى دائرة صغيره جدا، حافيه القدمين وملمس الارض ساقع تحت قدمى فى هذا الشتاء، لأنسى الزمن وقيود الطبيب لى بالراحه حتى اكمل شفائى، افضل التحرر من كل قيودى حتى وان ادت الى اذيتى بعد ذلك، فالرقص احيانا يكون علاج لامراض غير موجودة سوى فى عقولنا، امراض استوطنت من الخوف وايقاف العقل وعدم التفكير سوى فى سطحيات الامور وقشورها وترك اللب.
ارقص وارقص، فيؤلمنى "جنبى" واتمنى ان اصرخ او ارتمى على الارض من شدة الألم، لكنى لا اتوقف، اريد ان اخرج ما بداخلى من تساؤلات لا اجابات لها، اريد ان اجد سببا معقولا لبكائى اذا اردت البكاء، اريد ان انظر فى المرآه لاجدنى عدت فجأه الى نفسى، نفسى التى ضاعت فى الدنيا ولم اجدها ولم اعرف حتى متى ضاعت منى.

تنتهى المقطوعه الموسيقى، وارتمى الى الفراش فى الم جسدى ونفسى، فقد اتعبنى جسمى من الرقص، فانا لم استمع لنصيحه الطبيب بالراحه، واتعبتنى نفسى لانها لم تتمكن من اخراج ما بها من آلم ببعض الدوائر القصيرة التى درت بها، تمايلاتى امام المرآه لم تشفع لى لكى اطرد من داخلى قيودى، فحين اخرج من حجرتى ساعود مره اخرى تلك الفتاة الخجولة الهادئة التى لا تجيد من فنون الحياة سوى الكلام والكلام والكلام، وليته كلام يؤتى ثمارا.

ليست هناك تعليقات: