انتابتنى لحظة ذهول, حين أدركت فجأة انى عدت الى نفسى, وكأن شهورا من عمرى لم تمض وكأن شئ لم يكن, وكأنى أوقفت الزمن تلك الفترة, وعدت أحيا من جديد, فاتعجب من تصرفاتى ومن أفكارى ومن كلامى وأحلامى وآرائى التى عادت كما كانت منذ شهور.
شعرت باحساس الانسان المجمد الذى نام فترة من الزمن فى سبات وهدوء ليستيقظ بعد فترة طويلة فيجد الدنيا من حوله لم تنتظره, وانها تتقدم الى الأمام, ويجد نفسه يحمل بداخله نفس الأفكار التى نام عليها, يحمل نفس المشاعر التى كانت تحرك حياته قبل ان ينام.
أشعر ان على الجرى وبسرعه حتى ألحق العالم من حولى, حتى اقلل من تلك الفجوة التى حدثت اثناء نومى بينى وبين تلك الكائنات البشرية المتحركة من حولى.
ومع هذا لا أخشى من الوحدة, فقليل من الوحدة سيعطينى كثيرا من الثقة فى حياتى المقبلة, سيعطينى قوة وذكاء, ان الوحدة تمنح الحرية للعقل ليفكر بهدوء ويجيد اتخاذ قراراته, ويالها من وحدة, اتعجب من مذاقها, فأنا لست بوحيدة فى الحقيقة, ان لدى الأصدقاء الذين يملأون قلبى فرحا, ولدى العائلة التى تملأ قلبى حبا, ولدى مستقبلى الذى أحلم به, وارسمه بيدى ومتأكده اننى سأصل له.
انها وحدة من الملل, وحدة من الألم, وحدة من كل ما ينغص المتعه, أبعدت عن حياتى كل ما يسبب لها الألم, وكل ما يسبب لفكرى التشوش, أبعدت عن نفسى اى مصدر يجعلنى غير واثقة فى نفسى.
انها وحده من اليأس, وحدة تدعو للحياة وتؤدى للأمل.
انها انا بعد فترة من السبات, عدت للحياة, عدت كما الأميرات فى الروايات الخيالية, بابتسامتى العريضة, وقلبى الفرح, وأحلامى الكثيرة الكبيرة, ولهفتى وتشوقى لاحتضان الحياة والغرف من أمانيها غرفا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق