الخوف .. انه شعور قاتل مميت مؤلم سيء .. انه كل الكلمات السيئة التى تعرفها
انا اكره الخوف لكنى لا استطيع ان احيا بدونه فقد اصبح جزء من تكوينى وكل الخبرات الحياتية التى مرت بي ساعدتنا للوصول الى هذه النتيجة بصورة أكيدة .. فلا مجال امامى للتفكير فى اى شيء سوى الخوف .. انه تفكير رغم ارادتى ليس بيدي شيء تجاهه
الخوف من المجهول .. الخوف من النتائج المتوقعه والتجارب الجديدة المعروفة مسبقا بالنسبة لي، الخوف من التعلق بالاشياء او الحكم الخاطيء على المواقف.. الخوف من الثقة باحد او عدم الثقة باحد .. لقد تطور الامر على مر السنوات فتحول من مجرد خوف من الاخرين والظروف المحيطة والمجهول الى خوف من ذاتى ونفسي وهو الشيء الوحيد الذى ما كان ينبغى له ان يحدث.
بطبيعه الحال فان الخبره والأزمات والتجارب يجب ان تعلم الانسان عدة اشياء .. فاختيار الاشخاص الخطأ يجعلنا اكثر حكمه فى اختيار من يدخل الى دائرة الثقة فى حياتنا لاحقا وربما مع كثرة الأخطاء التى نرتكبها فى اختيار الناس فى حياتنا نتوقف عن الاختيار ونتوقف عن الثقة .. فالخوض فى معارك خاسرة يجعلنا اكثر حكمه فى الحكم على الشواهد والدلائل للوصول لافضل الحلول فيما بعد .. وبرغم تلك الحكمه والنظرة الاكثر نضجا ووعيا الا ان ذلك يصاحبه خوفا فى قلبى يزداد ويكبر مع كل خسارة ..
رغم حبى للناس والتواصل مع الاخرين والرغبة فى التعرف دائما على اصدقاء جدد وايمانى ان كل شخص هو حالة فريدة من نوعها فى الحياة وان كل شخص يدخل الى حياتى ساتعلم منه بالضرورة شيء حتى ولو كان شيء صغيرا الا ان تلك الرغبة فى الخروج للعالم يصاحبها خوفا شديد من ان يقترب احد الى دائرتى الصغيره .. خوف من يقتحم مملكتى احد او ان يحاول احدهم بشكل مباشر او غير مباشر ان يعلقنى به .. انا اخاف التعلق .. فكل خبرتى تؤدى الى نتيجة واحده ان الوداع والفراق قريب وحتمى .. ومهما ابديت لى من علامات الصدق والاخلاص فالخيانه والوداع اقرب، فكيف اثق فى انسان وكل البشر يؤذون بعضهم البعض بلا رحمه :(
قد ابدو لا مباليه بكثير من الاشياء والاشخاص فى حياتى الان فانا لا اهتم بمن يسأل ومن لا يسال .. لا أهتم بمن يدخل ومن يخرج من حياتى .. فقدت الرغبه فى الاهتمام بتفاصيل الاخرين .. حتى الأماكن التى احبها اصبحت لا تعنى الكثير فمعالم الطريق والمبانى فى بلدى اصبحت تتغير كل يوم .. فكل ما تعلقت به فى طفولتى اختفى اليوم واصبح المتبقى منه ذكريات فى خيالى ومجموعه من الصور.
الخوف الى حدا ما ظاهره صحية لانه يجعلنا اكثر حرصا فى خوض معارك الحياة لكنه فى مرحلة ما وعندما يصبح سلوك يومى مستقر فى القلب يتحول من ظاهره صحيه الى حاله مرضية .. لا ادرى ان كان لها علاج لكنها حاله تستدعى لفت الانتباه على الاقل من الشخص المريض فى حالة اقتناعه انه مريضا.
يارب .. يا من خلقتنى انسان ضعيف لا حول لى ولا قوة .. يارب يا من وضعت بداخلى القلب والاحساس والخوف مصاحب الأمل .. ارزقنى من فضلك الواسع راحه لقلبى وفكرى تخرج بها من صدرى كل أحزانى وخوفى ووجعى وتبدلنى بكل لحظات الحزن لحظات من الفرحه ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق