تتسائل على استحياء .. هل تموت الذكريات باختفاء الروابط التى كانت تربطنا بها؟
فهل تنسى مدرستك الاول التى اعتدت ان تذهبها فى طفولتك اذا قاموا بتجديدها وبناء مبان جديده بها وتغير شكلها تماما؟؟ .. او هل ستنسي الملاهى القديمه حيث كنت تلعب وتلهو فيها فى ايام طفولتك الاولى فى هذه الحياه؟؟ .. والتى لاسباب غير معروفه لم تعد موجوده الان.
او ترى هل تنسي بيت جدك وجدتك الذى اصبح مسكنا للعناكب الان بعد ان كان ممتلأ حتى عهد ليس ببعيد بعشرات البشر من الأبناء والأحفاد؟؟؟؟؟؟
ترى هل ننسي ذكرياتنا فى الحياه و تاريخنا الذى بنيناه ودفعنا عمرنا ثمنا له بمجرد ان الرابط الذى كان يربطنا به لم يعد موجودا؟؟
على العكس ارى ان الذكريات لا تبدأ الا باختفاء ذلك الرابط .. فحيناها نبدا فى التذكر .. والتذكر لا يكون برؤيه الشيء عيانا بل يكون بتذكره وهو غائب لا وجود له.
فتراك تتذكر مدرستك التى تغير شكلها واصبحت مختلفه عن ما عرفته .. وتشعر بالحنين للملاهى التى شعرت فيها بالمرح والسعاده الحقيقيه فى احد ايامك .. وتجذبك قدماك رغما عنك للوقوف امام منزل جدك وجدتك وتامله .. والشعور بالحب لهذا المكان الذى ربما لم تشعر به من قبل.
ان الذكريات تولد فى اللحظه التى يبدا فيها الوداع ففى تلك اللحظة تحديدا يمر امام اعيننا شرائط عديده من الذكريات ومن الروابط التى تربطنا بهذا المكان او بذلك الشخص ..
فنتذكر اشياء كثيره عشناها واحلام تمنياها وامال كبيرة بنيناها .. تحقق منها ما تحقق وتحول باقيها الى سراب مع مرور الوقت ..
نستعيد تلك الذكريات بمشاهده البوم من الصور يجمعنا باشخاص عشقناهم واحببنا وجودهم فى حياتنا .. وربما هى صور تجمعنا بامكان عشقنها اكثر ما عشقنا الاشخاص ..فيبكى البعض ويذرف الدمع اذا كان شخصا مفرط الحساسيه .. وربما ينظر لها بعدم اكتراث ان كان شخص غير مبالِ .. لكنها بالتاكيد فى النهايه اشياء تطبع فى حياتنا وسلوكنا بصمه لا يمكن محوها او انكارها مهما حاولنا لذلك سبيلا.
منذ ايام مررت بتلك الحاله من الحنين الى الذكريات وتذكر اشياء بعينها من الطفولة البعيدة والقريبة عندما شعرت اننى على وشك ان افقد مكان اخر اعتده فى حياتى .. سافقد ريحه الطيبه ووجوه اشخاصه المألوفه لي من قبل ان اعي .. كل ذلك لانى رايت لافته معلقه على ذلك المحل القاطن اسفل عمارتى مكتوبً عليه "المحل للبيع".
فادركت انه قريبا سيتحول الى ذكرى كغيره من الذكريات ..
هناك تعليقان (2):
صدقتي في كل كلمة .. كلماتك جعلتني اتذكر جلساتي مع صديقي محمود ... وزادت شوقي للقاءه وسماع وجهات نظره في المستجدات على الساحة العربية والعالمية .. فهو عندي المحلل والفيلسوف والمؤرخ ..
كلماتك الصادقة .. تجعلني احرص على متابعتها ..
الي اللقاء
صافي السيد:
حلوه جدا جدا بجد وفعلا الذكريات دي شئ جميل جدا وكل واحد بيتمني انها تعود تاني بس المهم تبقي ذكري طيبه نتذكرها دائما
إرسال تعليق