تمنت ان تجرى اليه، ان تحضنه وتضمه الى قلبها وتصرخ بكل كيانها اشتقت اليك .. لكنه رفض ذلك الحضن ودفعها برقه جانبا وهو يبتسم ابتسامه غريبه .. ان عينه لم تعد بها تلك اللمعه التى اعتادتها واحبتها، كلامه لم يعد يحمل نفس الشوق الذى كان يقطر مع كل حرف يقوله، انه لم يعد هو.
استمر الحديث بينهما عن اشياء كثيره وهى لا تدرك ماذا تقول او ماذا يقال لها فقد كانت تكتم دمعه بداخل عينيها و تعافر كى لا يختنق صوتها ويدرك انها تتمنى ان تصرخ بكل كيانها لكن هذه المره ستصرخ من شده الالم وليس من شده الشوق .. لكن الصرخه لم تخرج وظلت مكتومه، والدمعه فى مقلتها ظلت محبوسه، كأن شيء ما يطبق على صدرها فيمنع اى شيء من الخروج ..
كل ما كانت تريد، كلمه رقيقه او مداعيه صغيره لكنه لم يفعل
فى حاله من الهستريا وقفت أمام المرآه وظلت تضحك وتضحك مثلما يفعل المجاذيب الذين فقدوا عقلهم ، لكنها لم تفقد العقل، ليتها فعلت لترتاح، لكنها تضحك من آلم، انه ضحكا كالبكاء، بكاء متنكر فى صوره آخرى حتى لا يدركه الاخرين ويصيبهم الفضول بسببه.
تمر الايام وياتى اليها، تشعر هذه المره فى عينيه بشيء غريب، كانه يود ان يرتمى فى احضانها، وتلمح فى عينيه ما يقول "اشتقت الى كل ما فيكى"، انها كما هى لم يغيرها صده او بعده، فعندما أتى فتحت له حضنها وتركته يرتمى بين ذراعيها وداخل قلبها .. وتمكنت أخيرا من الصراخ.. من البكاء ومن الضحك أيضا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق