قالت له: سامحنى لم اعد احتمل ما انا فيه, لم اعد اشعر بهذا الامان بجوارك كما كنت فيما مضى, لا اعرف ماذا حدث حتى يسلب منى احساسى بالامان والراحه الذى كنت اشعره فقط مع ذكر اسمك, ولا أدرى لماذا الان وانا معك دوما فى خوف.
قال لها: انتظرى أرجوكى, مازال الطريق أمامنا طويل, وساعوضك عن خوفك هذا صدقنيى, انا احبك وحبى لكى هو الامان من كل شر, صدقينى حين أقول انى سأفعل من أجلك المستحيل, لن أدعك يوما لتضيعى من بين يدى بسبب احدى حماقاتى.
نظرت له والدموع تملأ عيناه وهى تحاول جاهده ان تمنعهم من النزول, ثم تحركت شفتاها بدون ان يخرج منهما كلام, لم تجد ما تقوله, فمنذا ان عرفته وهو يكرر هذه الكلمات على مسامعها كلما واجهتهم مشكله.
لقد فقدت ثقتها فيه, وفقدت اهم صفه كانت تميزه, إحساسها المختلف بالأمان والراحه من الدنيا الذى كانت تشعره بجواره تحول الى خوف , خوف حتى منه شخصيا, لقد بدأت تخاف من وجوده.
عندما طال الصمت تحدث هو مره أخرى, حاول ان يجعل نبرة صوته هادئة قدر الامكان: أعرف ان ظروفا كثيرة مرت علينا مؤخرا, سفرى الكثير وغيابى عنك, واعلم انى لم اعد اسأل عنك وعن أحوالك كما كنت افعل, ولكنك تعرفين ان كل هذه الامور تحدث دون ارادتى, فانى أعمل من أجلك, وان غبت عنك فاننى اغيب عنك من أجلك.
استمرت تنظر له فى حيره, بداخلها صوتان, فواحد يخبرها بأنه صادق وهو صوت قلبها الذى لم يحب غيره يوما, وصوتا آخر يخبرها بأن الحب وحده ليس كافى لكى تسعد فى حياتها, وهو صوت العقل.
لم تجد ما تقوله, استمرت فى النظر إليه, قلبها يحبه ولكنه خائف, خائف من ان يتركه يوما ويظل وحيدا يعانى من الألام والدموع, وعقلها محتار فى أفعاله وفى أقواله.
أمسك بيدها وقال, دعى العقل الان, فالحب يحتاج الى جنون, والعقل لا يعجبه الجنون, ليس من قوانينه الجنون بأى حال, اتركى لقلبك العنان ليحب وينطلق, ولا تخافى, فأن قلبى دوما معك, ودوما سيحبك.
شعرت بدفئ يديه بين يدها, شعرت بنفسها تشحن بأمانه مره أخرى, هل يعقل ان يكون ُُجل ما كانت فى حاجته هو مجرد لمسه من يديه, لمسه تشعرها بأنه حقا يحبها ومازال الى جوارها.
