الأحد، ديسمبر 30، 2012

رسالة حب




ترى هل أكتب عنك ام أكتب عنى الان، وهذه الوجوه التى أراها حولى وتذكرنى بك هل هم جميعا يرتدون قناع لوجهك ام ان عيني لا ترى سوى ما شابه ملامحك فى الوجوه.
هل تعلم انه لا شبيه لك بين البشر وان تشابهت الملامح لاربعين شبه.
هى سطورى تُكتب عنك من تلقاء نفسها، فلست وحدى من يفتقدك فى هذه الحياة، فغيري اشياء كثيره تفتقد ملامحك وهمساتك وسكناتك وآهاتك، منها عيني وقلبى ويدي وكلماتى وألحانى وسطورى، فمعك كنت اشعر أن كل خليه من أعضائي الحسية هى كائن مستقل بذاته ويحبك بطريقته الخاصة، ومعك كنت اشعر بان كل ما افعله وأقوله يعبر عما اشعر به معك ولك.
عينى تفتقد التأمل الى قسمات وجهك حين تعتليه ابتسامة خفيه لا يلحظها غيري، وتفتقد النظر الى وجهك حين تغضب من داخلك وتدارى عن الآخرين غضبتك تلك، وقلبى يشتاق الى دقاته المتلاحقة المتلهفه حين يقترب موعد لقائنا، ويدي وحيدة بعيده عن يدك تحتاج الى لمستك التى تعبر الى داخلى وتملأنى بالحنان والسكينة.

تلك كلماتى الحائرة التائها بين السطور، لا تكفى ولا تشفى ولا اعرف لكتابتها سبب، فحالتى تلك ليست بالجديدة على قلبى ولم تعد قديمة، ان الحب عندى هوايه امارسها وقت انشغالى واستمتع بها وقت فراغى .. الحب هو حياتى وعملى وانشغالى وشغلتى .. لكن حبك هو أكبر وأجّل من ان يظل مجرد هواية، فحبك وحب ما تحب وحب من يحبك هو حياة قائمة بذاتها، احبها فى وجودك واعشقها فى اشتياقى لك، حبك حالة تفوقت على كل حالة العشق الوجودية التى سمعت بها او قرأت عنها، فأرواحنا وان لم تتلاقى فى عالمنا الحسي فاننا تتلاقى كل يوم فى عالم الحب، تتقارب وتتألف.

مازلت حائرة هل أكتب عنى تلك السطور ام أكتبها عنك أنت ؟!  ولا ادرى لماذا بدات فى كتابتها من الاساس؟  فها نحن الان فى اليوم الثالث الذى احاول ان اكتب لك فيه تلك الرسالة ومازلت غير مدركة لاى شيء من حولى، فاحيانا ينتابنى ذلك الشعور الغير مبرر انه وبمجرد الانتهاء من كتابة رسالتى سأراك امامى وستاتى لتنير ظلم حياتى، وينتابنى ايضا الخوف من الايمان بهذه الفكرة فاخشي الا تتحقق فافقد ثقتى فى احساسي.

ان حب المجهول هو ما يجذبنى اليك،المجهول هو السر الاعظم الذي يجمع بيننا،  فقصة حبي معك بدات منذ قديم الازل حين تلاقت أرواحنا فى عوالم آخرى فى أماكن آخرى .. التقينا وتقاربت ارواحنا فى هاله من الحب كتلك التى رايتها فى قصص الجنيات الجميلات الطيبات فى طفولتى.

حبيبي .. هكذا يحلو لى منادتك فى مخيلتى كلما تخيلتك وتذكرتك، وذكراك ليست بالشيء الهين او السهل النسيان، فمن يرى الحب فى عينيك مرة لا ينساه ما بقى حيا ولا يستطيع ان يحيى بدونه، وانا ما فقط رايته ولكنى عشته معك فى صحوتى وفى نومى.


لا تعتبر هذه هى نهاية رسالتى فان الكلام معك لا نهايه له، لكن السطور غارت من حبى لك وسمعت شكواها همسا ,وانا امرأة ذاقت مرارة العين والحسد كثيرا فأخشى ان يتكررا من جديد معى ومعك، فلنكتفى بتلك التلميحات القليلة عن ذلك الشعور الجميل على وعد ان نحيا سويا ما تبقى من عمرنا ونحن مدينون له بجمعنا سويا.